هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 بشارة مريم العذراء (بمناسبة عيد البشارة بحسب السنة الطقسية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
wassan.sitto

wassan.sitto


انثى عدد الرسائل : 1
العمر : 44
الموقع : استنبول-تركيا
تاريخ التسجيل : 29/11/2009

بشارة مريم العذراء (بمناسبة عيد البشارة بحسب السنة الطقسية) Empty
مُساهمةموضوع: بشارة مريم العذراء (بمناسبة عيد البشارة بحسب السنة الطقسية)   بشارة مريم العذراء (بمناسبة عيد البشارة بحسب السنة الطقسية) Emptyالسبت ديسمبر 05, 2009 3:36 am

بشارة العذراء
إنجيل القديس لوقا 1/26-37
البشارة لمريم تحقق وعد الله بالخلاص الذي قطعه لأبوينا الأولين: "اضع عداوة بينك (الحية ممثلة بالشيطان والخطيئة)
وبين المرأة (مريم العذراء حواء الجديدة)، بين نسلك ونسلها (الشيطان والمسيح)، هي تسحق رأسك وأنت تترصدين عقبه (تك 3/15)
وهذا الوعد أبرمه الله عهداً مع ابراهيم ونسله.
البشرى لمريم، هي لها ولشعبها وللعالم أجمع: منها سيولد المخلص المسيح المنتظر. انها بشارة لخطيبة ارتبطت بعهد الزواج ولم تنتقل بعد
الى بيت عريسها يوسف الذي من سلالة داود الملك، لكن الله أرادها أماً بتولاً للكلمة ابن الله المتجسد، يسوع المسيح، بقوة حلول الروح القدس،
وأماً روحية بالنعمة للجنس البشري المفتدى بدم إبنها ، وأماً للكنيسة التي هي المسيح الكلي: المسيح الرأس وجسده المؤلف من جماعة المفتدين.


  • في البشارة لمريم تتجلى كرامة العائلة وقداستها ودعوتها.
وعليه نتأمل في العائلة المسيحية على ضوء النص المجمعي العاشر في "دليل التفكير" للمجمع البطريركي الماروني.
1- البشارة: عهد جديد وشعب جديد
أ- مع البشارة لمريم يبدأ عهد جديد هو دخول كلمة الله في صميم العائلة البشرية، متخذاً طبيعة إنسانية من مريم العذراء،
وفي تاريخ الجنس البشري مفتدياً إياه من عبودية الخطيئة والشر، وفي كل ثقافة بشرية موجهاً إياها إلى كلّ حق وخير وجمال.
في البشارة يتجلى سرّ يسوع المسيح: إنه ابن الله، الذي "اصوله منذ القديم منذ أيام الأزل" (ميخا 5/1)، وهو "كلمة الآب" (يو1/1-2)،
وإبن مريم بالجسد في الزمن.انها حقيقة مزدوجة أعلنها يوحنا الرسول: "والكلمة صار بشراً، وسكن بيننا، ورأينا مجده، مجد إبن وحيد
آتٍ من الآب،ملآن نعمة وحقا" (يو1/14)، وكتب عنها بولس الرسول: "لما بلغ ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة،
مولوداً في حكم الشريعة، لكي يفتدي الذين هم في حكم الشريعة، حتى ننال البنوة" (غلاطية 4/4-5).
اللوحة الإنجيلية هي أساس إعلان يوحنا وبولس: فالملاك جبرائيل يؤكد لمريم أنها "تحمل وتلد ابناً وتسميه يسوع، وهو إبن الله المولود منها
بحلول الروح القدس" (لو1/13و35)، وانه "من سلالة داود الملك ويملك على الجنس البشري إلى الأبد" (لو1/33)،
ملوكية خلاص وفداء، "النعمة والحق".
ب- ومع البشارة لمريم يبدأ شعب جديد هو الكنيسة المؤلفة من جماعة الذين قبلوا الكلمة الالهي، يسوع المسيح، النور الحقيقي
الذي ينير كل إنسان آت الى العالم، وآمنوا باسمه، فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أبناء الله، هم الذين، لا من دم ولا من رغبة جسد،
ولا من مشيئة رجل، بل من الله ولدوا" (يو1/9،12،13).
هذه الكنيسة هي "مملكة داود" الجديدة التي وعد بها الله على لسان ناتان في ما قاله لداود الملك: "أقيم من يخلفك من نسلك
الذي يخرج من صلبك وأنا أثبّت عرشه ملكه للأبد. أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً" (2صموئيل7/12-14)، وعلى لسان أشعيا النبي:
"الشعب السالك في الظلمة أبصر نوراً عظيماً... لأنه ولد لنا ولد وأعطيَ لنا ابن، فصارت الرئاسة على كتفه... لسلام لا انقضاء له
على عرش داود ومملكته، ليقرّها ويوطدها بالحق والبر من الآن وللأبد" (اشعيا9/1و5و6). يسوع المسيح ابن الله المتجسد
هو الملك الجديد الأبدي، والكنيسة مملكته الثابتة الى الأبد التي "لن تقوى عليها أبواب الجحيم" (متى 16/18)، أي قوى الشر والموت.
والكنيسة هي "بيت يعقوب" الجديد أي شعب الله الجديد. فالله قديماً سمى يعقوب "اسرائيل"، شعب الله القديم، الذي بدأ رحلته في مصر
بسبب يوسف ابن يعقوب الذي أصبح حارس كنوز فرعون ملك مصر، وكان قد باعه اخوته حسداً.
الكنيسة بعنصريها: الالهي، فيسوع المسيح ابن الله منذ الأزل وابن مريم في الزمن الذي هو رأسها، والبشري، وجماعة المفتدين الذين
يؤلفون جسده، هي زرع ملكوت الله وبدايته الذي يكتمل في مجد السماء، في نهاية الأزمنة عندما يأتي المسيح بالمجد
(الدستور العقائدي في الكنيسة 5و48؛ التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 768).
مريم أم الاله الفادي هي أيضاً أم الأعضاء الذين هو رأسهم، بسبب مساهمتها بحبها في ولادتهم الجديدة (الدستور العقائدي في الكنيسة، 53)
، وهي بالتالي أم الكنيسة (البابا بولس السادس خطاب 21 ت2 1964).
ج- البشارة لمريم هي بشرى للكنيسة وللبشرية جمعاء: بأنها ستكون أم الاله المتجسد، المسيح التاريخي، وام أعضاء جسده السري
الذي هو الكنيسة، المسيح الكلي. لهذا السبب حياها جبرائيل بسلام الفرح والتغبيط: "السلام عليك! افرحي! ولا تخافي! لأنك نلتِ حظوة عند الله"
(لو1/28 و30) هذه الحظوة هي للبشرية بأسرها لأنها تحظى بعهد الفداء الشامل، ومريم بشرف الأمومة للاله وللكنيسة،
بعد أن ملأها الله نعمة، تفيض منها وبواسطتها على البشرية جمعاء، بوصفها شريكة في التّجسد والفداء.
ولهذا السبب لم يسمّها الملاك باسمها عندما حياها بل سماها "ممتلئة نعمة" وتكشف هذه التسمية سرّ مريم:
- انها بريئة من دنس الخطيئة الأصلية، ذلك أن النعمة الالهية ملأتها منذ اللحظة الأولى لوجودها، فلم تعرف الخطيئة، لا الأصلية ولا الفعلية.
- انها بتول وأم، وظلت بتولاً قبل الميلاد وفيه وبعده، بفعل قدرة الله التي استقرت عليها بحلول الروح القدس، هذا ما شرحه لها الملاك
بعد أن قال لها "الرب معك" مؤكداً واقعاً حاضراً فيها، لا مجرد دعاء. وبذلك هي مثال الأمومة والأبوة الروحية للذين واللواتي يكرسون
بتوليتهم لله وللكنيسة بنذر العفة سواء في الحياة الرهبانية أم في العالم.
- انها مثال الكنيسة، الأم والبتول (الدستور العقائدي في الكنيسة، 63)، وقدوة لها في الايمان والمحبة، بفضل اتحادها الكامل بارادة الآب،
وبعمل فداء الابن، والهامات الروح القدس (التعليم المسيحي، 967).
-انها أيقونة الكنيسة النهيوية، اذ تكشف ما ستصير الكنيسة في الوطن السماوي، في نهاية رحلتها على وجه الأرض (المرجع نفسه، 976).
- انها مثال لكل مسؤول يحمل سلطة كنسية أم عائلية أم مدنية، فيدرك أن "لا سلطة الاّ من الله" (روم13/1)، وان صاحب السلطة هو خادم الله
لدى الجماعة، يلتزم العمل بموجب ما يوحيه الله له للخير العام :"أنا أمة الرّب، فليكن لي حسب قولك" (لو1/38).
2- العائلة المسيحية
البشارة لمريم التي يدخل من خلالها ابن الله وفادي الانسان عائلة يوسف ومريم، مولوداً بالجسد بقوة الروح القدس، تكشف كرامة الأسرة البشرية
وطهارة الحب الزوجي وقدسية العائلة، لحضور الله الثالوث فيها: "محبة الآب القديرة تظللك، والروح القدس يحل عليك، والمولود منك قدوس
وابن الله يدعى" (لو1/35). الأسرة النابعة من سرّ الزواج، هي حقاً "كنيسة بيتية".
"دليل التفكير" الذي يختصر مواضيع المجمع البطريركي الماروني الأربعة والعشرين يخصص العائلة بالنص العاشر ويتناولها في أربعة وجوه.
أ- العائلة والحياة البشرية: انها حرمها ومقدسها. فكل حياة بشرية هبة من الله، وتحمل طابعاً مقدساً. وهي من اللحظة الأولى لتكوينها
في أحشاء الأم كائن بشري كامل الحقوق وصاحب فرادة في شخصيته ودعوته ورسالته، اذا لم يوضع حدّ لتطوره الطبيعي البيولوجي،
واذا حظي بتربية بيتية وكنسية واجتماعية سليمة. لوحة البشارة خير دليل ونموذج لهذا الواقع. الأسرة هي مدرسة ثقافة الحياة التي تشجب
وتدين كل تعدٍ على الحياة البشرية سواء بوسائل منع الحمل أو الحبوب المجهضة أم بالاجهاض، وكلّ تعدٍ عليها وعلى كرامتها وحقوقها
وسلامتها الروحية والجسدية والمعنوية، بعد ولادتها.
ب- العائلة وتربية الضمير المسؤول: انها المربي الأول للانسان في ضميره الخلقي المسؤول، بحيث يربى على حسن التمييز
بين الخير والشر، الحق والباطل. الضمير كالغرسة. اذا استقامت تربيته كانت أخلاقه سليمة في كبره، لأن من شبّ على أمر شاب عليه.
هكذا الغرسة اذا زرعت مستقيمة نمت كذلك وإلاّ استمرت على انحرافها.
ج- العائلة والنمو الروحي والاجتماعي والرعوي والوطني، لأن فيها يحاك أول نسيج لعلاقات الانسان بالله والمجتمع والكنيسة والوطن،
وفيها يعاش أول اختبار لتقاسم الخبرات معهم. هذا النمو مرتبط بالطاعة للوالدين اللذين يربيان على
"النمو بالقامة والنعمة والحكمة قدام الله والناس" كما جرى ليسوع في عائلة الناصرة (لو 2/51-52).
د- العائلة والتنشئة الروحية والايمانية، لأنها المدرسة الأولى للايمان، حيث نقبل بشرى الانجيل وتعلن، ولأنها المعبد الأول للصلاة،
ولأنها الكنيسة الأولى حيث يدخل الانسان في شركة مع الله ومع الناس. ان الكنيسة الرعائية تبدأ في البيت، حيث تلتئم الأسرة للصلاة،
وتبلغ اليه لتجسّد تعليمها ونعمتها في أفراد الأسرة، ومن خلالهم في المجتمع.
يستعرض "دليل التفكير" واقع العائلة اليوم في ما تواجه من صعوبات اقتصادية واجتماعية وخلقية. ثم يطرح سلسلة من الأسئلة
حول مسؤولية الكنيسة والمجتمع والدولة تجاه العائلة، لكي تتمكن من المحافظة على قيامها ورسالتها، ومن البقاء في الوطن خميرة
صالحة في عجينه.
[/size][/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بشارة مريم العذراء (بمناسبة عيد البشارة بحسب السنة الطقسية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مشتاقيون من لبخ مريم
» قامت مريم بنت داود
» ترتيلة قيملا مريم برتت داويذ
» جديد بمناسبة عيد القيامة تراتيل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى ألكتاب :: قسم ألعهد الجديد-
انتقل الى: